(أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك)

بعض الآباء ما أن يصل عمر أبنته إلى (السادسة عشر) إلا وتجده وضع يده على قلبه خائفا عليها من فوات (أوتوبيس) الزواج !!


و طبعا خوفه هذا ليس منشأه انه لا يحبها، فلا يوجد أب في الدنيا حتى في (عالم الحيوان) يكره أبنته ... وليس لأنه يريد الخلاص منها .. لا ..لا أبدا !!
ولكنه يريد أن (يسترها) قبل أن (يودع) !! وهذا ما يردده الكثير من الآباء.


وأنا في الحقيقة لا أستطيع أن ألومهم لأن من يشاهد الفتن التي تعصف بنا يخاف على نفسه، فكيف لا يخشى على فلذة كبده (وحشاشة جوفه) !!


ولهذا السبب يتسرع الأب في الموافقة على أي عريس يطرق بابه، حتى لو كان هذا العريس (تايواني) !! ... و يظن أن ظفر بصيد ثمين .. ولا يعلم الأب المسكين أن (نهايته) ستكون على يد هذا العريس (التقليد) !!


ولأن هذا الأب وأمثاله، يريدون (ستر) بناتهم فإنهم لا يسألون عن العريس بالشكل الكافي خوفا على الفرصة أن لا تكرر!! فهم يعملون بالمثل الإنجليزي الذي يقول (opportunity knocks the door once).. ومعناه أن الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة !! فعملا بهذا المبدأ نجد أن بعضهم يكتفي بسؤال الخاطب عن وظيفته، وراتبه، وفي أي حي يسكن، وهل يستطيع أن يوفر سكن منفردا لأبنته ؟!


فما أن تنتهي مراسم الزواج (وأسبوع) العسل حتى تبدأ المشاكل التي (لها أول وما لها آخر) .. فالعريس للأسف (طلع مقلب) فهو لا يصلي إلا على المزاج!! فإن كان رائقا صلى ثلاثة فروض في اليوم والليلة!! إما كان مزاجه عكرا فإن الصلاة يتم حذفها تلقائيا من جدوله في ذلك اليوم !! مع الأخذ بعين الإعتبار أنه لا يفرط في ركعة الوتر!!


وتكتشف المسكينة كذلك، أن زوجها يعاني من بعض الأمراض النفسية التي استعصى على الطب الحديث إيجاد علاجا لها !! كما أنه مدخن (شره) وفي بعض الأحيان ربما أشعل السيجارة بسيجارة أخرى حتى (يمخمخ مزبوط) !!


وتكون المصيبة العظمى والطامة الكبرى إن كانت حاملا منه !! عندها ستبقى البنت حائرة بين أمرين أحلاهما مر!! إما الاستمرار مع هذا الزوج (المقلب) من أجل الذي في بطنها .. أو الانفصال والتضحية بابن المستقبل !!


وأصابع الاتهام يجب أن توجه للأب الذي وافق على العريس من دون تريث !!


وعلى كل من يريد أن يستر كريمته فعلا أن يسأل عن المتقدم لخطبتها في الحي الذي يسكن فيه .. ويسأل عنه في مقر عمله .. ويسأل عن علاقته مع أمه وأبيه وإخوته وقبل ذلك علاقته مع ربه .. ولا يكتفي بسؤال شخص واحد .. بل عليه أن يسأل ثلاثة أشخاص أو أكثر..


وهذا ليس من التشدد في شيء، فإن تزويج البنت لمن لا يخاف الله ، ولمن لا يمكنه تحمل المسؤولية، أو لشخص مريض ، اشد عندي وأنكأ من أن تصل البنت لسن (الخمسين) دون زواج !! لأنها في نهاية المطاف ستجلس في بيت أبيها معززة مكرمة مُحترمة وهي ليست بحاجة لأن تعيش جحيما مع (شبه) رجل يسمعها الكلمة البذيئة صباحا ومساءَ !!



وعلهم كذلك أن يبحثوا ويختاروا لمن هو فعلا أهل لهذه المهمة !! وإلا فإن فاتها (أتوبيس) الزواج خير لها (الف ومئتين) مرة من تعود لبيت أبيها وهي تحمل لقب مطلقة والمجتمع طبعا لا يرحم !! وهذا الزوج (سيمقلب) غيرها ويتزوج مثنى وثلاث ورباع، وهي لن تتزوج أبدا لأن ثقافة مجتمعنا تقول (لو أن فيها خير ما تطلقت) مع أنه أصيلة بنت أصول !!


وهناك مثل يقول (أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك) !!

(أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك) !!

كلام في غاية الروعه والجمــال

مشكور ابو فهد على النقل المميز كلامك جواهر والله كثيراً مانسمع مثل هذا الكلام
وخاصه المقلب الذي هو العريس

مشكور ابو فهد
كلام في عين الصواب
هذا الحاصل اليوم

مشكور ابو فهد.
هذا يرجع كله الى ثقافة مجتمعنا نأخذ بالتقاليد وتركنا العمل بالكتاب وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم.